منوعات

مفهوم الإدارة وأهميتها وخصائصها

مفهوم الإدارة وأهميتها وخصائصها

 

أولا: مفهوم الإدارة:

١- تعريف الإدارة:

وردت تعاريف كثيرة لمفهوم الإدارة، يختلف معناها باختلاف وجهة نظر الكتاب والباحثين حول تعريف الإدارة إلا أن هناك اتفاقًا فيما بينهم على أن الإدارة التي يمارسها جميع المديرين في مختلف الجهات، وفي المستويات الإدارية المختلفة هي:

“عملية مستمرة للاستفادة القصوى من الموارد المتاحة من خلال العمليات المتكاملة للتخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة بهدف تحقيق أهداف الجهة بكفاءة وفاعلية في ظل ظروف بيئية مناسبة ”

وبعبارة أخرى هي: “رعاية، وتوجيه، وتنسيق الجهود الجماعية نحو تحقيق الهدف “.

إذا؛ فالمدير أو الإداري: “هو الشخص الذي يوجه جهوده، وجهود الآخرين معه بشكل مستمر؛ لتحقيق الأهداف المتفق عليها بكفاءة وفاعلية مستعملا العمليات الإدارية مع التوظيف الأمثل للقدرات والإمكانيات”.

مفهوم الإدارة وأهميتها وخصائصها

– تعريف الإدارة في المنهج القرآني

لفظ (إدارة) لم يرد في الكتب الإسلامية بهذه الصيغة، على الرغم من كثرة الكتب والبحوث في هذا المجال، ولفظ (إدارة ) مشتق من الفعل: (أدار)، وقد جاء في موضع واحد في القرآن الكريم؛ حيث قال الله – سبحانه وتعالى -: ﴿إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةٌ حَاضِرَةٌ تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ) (البقرة) (۲۸۲ ) ، واللفظ الذي استخدمه المسلمون للدلالة على معنى الإدارة هو لفظ ( التدبير) ، كما ورد لفظة ( يدبر) في آيات كثيرة منها قول الله – سبحانه وتعالى -: ﴿يُدَتِرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ﴾ (السجدة ه)، كما يُرى أن لفظة (تدبير) مصدر الفعل دبر – يدبر أكثر شمولا وعمقًا، حيث أن لفظ (تدبير) أشمل وأعم. فهو يشتمل على ضرورة التمعن والتفكير في الأمور، والحرص على اختيار أفضل الطرق لتأدية الأعمال، وبما أن لفظة (إدارة ) لفظة محدودة الاستعمال، وتقتصر على التنفيذ ) ؛ فإنه يُطالب باستعمال لفظة (تدبير) – بوصفها مصطلحا – قرآنيا للإدارة الإسلامية، إلا أنه لا خرج من استعمال لفظة

مفهوم الإدارة وأهميتها وخصائصها

تعريف الإدارة في المنهج الإسلامي: “الاستفادة من جميع القواعد الإيمانية . لتوفير أكبر قدر من الإنتاج على أعلى مستوى من الإتقان وبأقل التكاليف؛ ليكون – العمل كله عبادة الله تعالى”

ثانيا: أهمية الإدارة في الإسلام

تمتاز الإدارة في الإسلام بأنها ذات بعد روحي حيث يصبح الالتزام بها طاعة وعبادة، وسير على طريق الاستقامة ، وذات بعد إنساني تهدف إلى تكريم الإنسان والاهتمام به والاعتناء باحتياجاته، وذات بعد تربوي تسعى للارتقاء بالإنسان وتنميته وبناء مهاراته، كما أنها ذات أبعاد قيمية وأخلاقية لا بد من مراعاتها والالتزام بها في كافة النشاطات والأعمال. وفضلا عن ذلك تكمن أهمية الإدارة في كونها :

١- تساعد على تحقيق الأهداف بكفاءة وفاعلية.

٢ – إحدى الأدوات الأساسية في تسيير العمل .

٣- تمكن من الاستفادة من الموارد القليلة المتاحة باستخدام أفضل الطرق؛ لتوجيهها نحو تحقيق الأهداف، كما تعمل على ترشيد استخدام الموارد وتحد من إهدارها.

٤- تساعد على حصر الموارد المتاحة والمطلوبة، وحصر النشاطات والمهام الواجب تنفيذها ، ومتابعة الأعمال، وتوجيهها نحو تحقيق الأهداف.

تحد من النزاعات والتداخلات بين الجهات والأفراد داخل المؤسسة. ٦- تساعد – إلى حد كبير – على بقاء واستمرار المؤسسة، الأمر الذي يتطلب القدرة على مواجهة الكثير من التحديات .

ثالثا: خصائص الإدارة

للإدارة جملة خصائص : أهمها :

الإدارة عبادة: تسعى الإدارة الإسلامية من خلال نشاطاتها إلى تحقيق أهداف مشروعة تنضوي تحت مفهوم عبادة الله – عز وجل – امتثالا لقوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (القاريات

مشروعية الوسائل : تمارس الإدارة الإسلامية نشاطات مشروعة من أجل الوصول إلى أهدافها، وتتفق مع الإطار العام الذي رسمه دين الله ؛ إذ لا يمكن التهاون مطلقًا في هذا الجانب المهم، فالغاية لا تبرر الوسيلة بأي حال من الأحوال، ولا بد لهما معًا – الوسيلة والغاية أن تكونا مقبولتين شرعًا من أجل أن يكون العمل صالحًا .. كما قال تعالى:

وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)

تحقيق الأهداف: فالإدارة وجدت لتحقيق نتائج مطلوبة، ومحددة مسبقا. ٤. الإدارة وفق المنهجية القرآنية يترافق مع العمل فيها تربية وتثقيف وبناء

وتأهيل كجوانب أساسية متوازية.

مفهوم الإدارة وأهميتها وخصائصها

” من المهم أن يلحظ أي مشرف بقية جوانب المسؤولية تجاه نفسه، وتجاه محيطه، ونطاق عمله المتعلقة بالاهتمام بالتربية الإيمانية، والعناية بهدى الله تعالى، وبالثقافة القرآنية، كجوانب أساسية داخلة في صلب اهتماماته العملية، وذلك باعتبار هذا مما يميز المنهجية القرآنية في العمل في سبيل الله تعالى، حيث يترافق مع العمل تربية ، وتثقيف ، وبناء، وتأهيل كجوانب أساسية متوازية، وهذا ما يضمن الارتقاء في الواقع العملي، والاستقامة, وحسن الأداء، وصلاح العمل ، أما إذا كان المسار العملي مجردا عن التربية الإيمانية ومفصولاً

عن الثقافة القرآنية، وبعيدا عن التأهيل والبناء: فهي الكارثة”. ة الاستمرارية تزداد الحاجات، وتتنوع مع مرور الزمن، وتغير الواقع مما يفرض استمرارية العملية الإدارية، وتجددها الدائم لمواكبة هذه المتغيرات لتحقيق الأهداف، وتأمين الخدمات المطلوبة من المؤسسة.

الاستفادة القصوى من الموارد المتاحة
شاهد أيضا : أخبار عن خيانة زوج جويل ماردينيان لها .. وما فعلته فاجأ كثيرين من زواج جديد
أي أن تحصل الإدارة على أقصى فائدة ممكنة بأقل جهد ووقت وتكلفة حيث يحقق كل عنصر من هذه الموارد الغرض من استخدامه، وبأقل كلفة ممكنة، والعمل معناه، كما يقول الشهيد القائد ” أن تعمل بالحاصل المتاح الممكن هذه . القضية الصحيحة يكون هي عندك استعداد عملي أن تعمل وتشتغل بما حصل ”

الدرس العاشر من دروس شهر رمضان

تكامل وظائف الإدارة وترابطها مع بعضها تمارس الإدارة مجموعة من الوظائف المتكاملة تمثل بمجموعها عناصر العملية الإدارية حيث تشغل عن طريقها مواردها وتحقق بها أهدافها وهناك شبه إجماع على أن الوظائف الإدارية هي : التخطيط التنظيم، التوجيه الرقابة )

هدى الله يأتي للناس جميعًا لماذا ؟ لأدوار كثيرة مترابطة. ومتعلقة بهم جميعًا، ولهذا يقول: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا) [ال عمران، من الآية ١٠٣ ؛ لأن الكثير من مجالات التطبيق لهدى الله – سبحانه وتعالى – تكون هي مرتبطة بالأمة كأمة ، المسؤوليات الكثيرة في دين الله مرتبطة بالأمة كأمة، لا يمكن أن ينهض بها الفرد الواحد منهم مسؤولية ينهض بها الكل فيصبح الكل وكأنهم شخص واحد في النهوض بتلك المسؤولية ولهذا قال: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةً يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) [آل عمران، من الآية ١٠٤ .
شاهد أيضا : الرئيس أردوغان يحسم الجدل بخصوص التطبيع مع النظام السوري
الدرس السابع من دروس شهر رمضان صده

رابعا: الإدارة علم أم فن

للإجابة عن هذا التساؤل ينبغي تناول مفهومي العلم والفن، ومن ثم يمكن – حينها – تصنيف الإدارة بانتمائها إلى أي منهما أو كليهما معا.

١- مفهوم العلم

العلم هو مجموعة من المعارف والقواعد والمبادئ ونتائج التجارب التي تؤيد هذه المعارف والمبادئ وتنميها.

٢- مفهوم الفن

الفن هو مجموع الخبرات والمهارات الفردية الفطرية والمكتسبة.

الإدارة علم وفن

نستخلص مما سبق أن الإدارة هي ) علم وفن فهي: مجموعة منظمة من المعارف والنظريات بالإضافة إلى مجموعة من المهارات والخبرات، ويمكن القول أن العلم والفن الإداري مطلوبان بنفس الدرجة، فهناك المعرفة الإدارية التي ينبغي الحصول عليها، واستيعابها، وهناك – أيضًا – الحاجة إلى التطبيق الماهر لهذه المعرفة الإدارية .

ويمكن القول أن مفهوم الإدارة – كنظام متكامل – يشمل جميع الاتجاهات السائدة، فالإدارة ليست مبنية على علم واحد، ولكنها تستخدم العديد من العلوم التطبيقية والإنسانية، كما أنها تتمثل في جهود مجموعة من الأفراد يعملون معا أفراد لتحقيق لتحقيق أهداف مشتركة ، وهي مدخل لا تخاذ القرارات وفق أسس علمية .

سادسا: الموارد تنقسم الموارد إلى :

١- الموارد البشرية وتتمثل في الأفراد، وهم العنصر الأهم في العملية الإدارية. فالأفراد هم الوسيلة، فهم يديرون، وينفذون، وهم الغاية، فهم يستفيدون من خدمات المؤسسة.

” ومن أهم النجاحات في العمل بناء كوادر للعمل، وفتح مجال لاستيعاب وتفعيل كل الطاقات الموجودة ، فهناك الكثير من المجاهدين المخلصين المهتمين ولديهم قابلية عالية للارتقاء والقيام بأعمال مهمة، وهناك البعض من المجاهدين يمتلكون طاقات وخبرات، وأحيانا مؤهلات في مجالات عملية مهمة وهناك آخرون نشطون، ومتقبلون من بقية أبناء المجتمع يمكن العناية بهم ثقافيًا وإعانتهم لاستيعاب أسس المشروع القرآني ، وربطهم بالثقافة القرآنية ثم استيعابهم عمليا.

في نطاق المسؤولية هناك واجبات تجاه الأفراد التابعين لك تحت إمرتك
من هي المذيعة تسابيح مبارك ويكيبيديا السيرة الذاتية
مفهوم الإدارة واهميتها وجمالها

يحسن التعامل معهم عدم التعالي عليهم التربية الإيمانية لهم، والحرص على تثقيفهم، وتصحيح سلوكياتهم الرعاية لهم، ترسيخ الوعي المعيشي حل المشاكل معالجة الظروف الصعبة الاهتمام بالإنتاج والعطاء.

ومن أولى واجبات المديرين فهم طبيعة القوى والموارد البشرية من حيث قدراتها، وإمكانياتها ومواهبها ومعارفها واتجاهاتها، وخصائصها ومستوى تعليمها لأن هذا يساعد في إدارتها والعمل على الارتقاء بها وتحقيق الأهداف «المنارة الحقيقية: هو الإنسان الذي تبنيه على أساس القرآن ويبتني ويبني نفسه بهدى الله وتوفيقه على أساس القرآن …»

الدرس السابع من دروس شهر رمضان

ومن أولى واجبات المديرين فهم طبيعة القوى والموارد البشرية من حيث قدراتها، وإمكانياتها ومواهبها ، ومعارفها، واتجاهاتها، وخصائصها، ومستوى تعليمها، لأن هذا يساعد في إدارتها والعمل على الارتقاء بها وتحقيق الأهداف. الموارد المادية: تتمثل بما تملكه أو تستطيع الإدارة توفيره من أموال، ومعدات وآلات ومواد خام ومبان وأراض وغيرها لتنفيذ الأنشطة التي تمارسها لتحقيق أهدافها.

لكن قد تكون ما يزال هناك بقايا مقومات إذا هناك توجيه إليها، واستغلال لها، وتذكير للأمة بأن ماذا ؟ تستغل ما لديها من مقومات تجعلها – فعلا – خيرامة أو تعود إلى أن تكون خيرامة ..»

الدرس الرابع عشر من دروس شهر رمضان در ۲۲

٣- الموارد المعنوية تشمل الثقافة، والاعتقادات، والقيم والأفكار والمعلومات والبيانات والطرق والأساليب التي تمثل عقل ولب العملية الإدارية والمحرك الأساسي لها .

– الوقت: يمثل الزمن المتاح لإنجاز العمليات الإدارية المختلفة ، وبعد الوقت أحد الموارد النادرة، ولا نبالغ إذا قلنا أن الوقت هو المورد الأشد ندرة بينها حيث إنه المورد الوحيد الذي لا يعوض، وكثيرة هي الأعمال التي لو قمنا بها في غير وقتها ، وخاصة في زمن متأخر، فإننا لن نستطيع الاستفادة من نتائجها، وبالتالي فإن كافة الموارد الأخرى التي استهلكت في تلك الأعمال ستذهب هباء منثورا.

«القرآن يعلمنا أنه من يضيع العمل في وقته، أنه من لا يعي في الوقت الذي ينفع فيه الوعي، أنه من لا يفهم في الوقت الذي يجدي فيه الفهم سيصل به الحال إلى أن يرى نفسه يعي، ويؤمن، ويفهم في الوقت الذي لا ينفع فيه شيء، لا إيمانه، ولا وعيه ، ولا فهمه …»

سابعا: خصائص الموارد

١- الموارد متعددة ومتنوعة، وغالبًا ما تحتاج إلى بذل وقت وجهد ومال لتوفيرها وتحقيق الاستفادة منها.

٢- تتصف الموارد – غالبًا – بخاصية الندرة بمعنى أنها محدودة، وربما تكون غير كافية لتلبية الاحتياجات ؛ لذلك كان لا بد من ترشيد استخدامها، وعدم الإسراف

أو التبذير فيها ، وهذا ما يحثنا عليه كتاب الله العزيز في قوله وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا. ترشيد الموارد ويمكن تحديد مفهوم ترشيد الموارد في النقاط الآتية :

حسن استخدام الموارد والاستخدام السليم لها .

استخدام الموارد لتحقيق الأهداف المخصصة لها.

أهمية التخطيط في عملية ترشيد الموارد، وذلك من خلال تفعيل الموارد

وتوزيعها بشكل عادل ومناسب .

أهمية أن تكون المخرجات أكبر من المدخلات حتى تتحقق الكفاءة .

استجابة المخرجات لاحتياجات العمل والبيئة المحيطة.

اساسيات التحلية الاسلامية

السابق
من وظائف الإدارة هي
التالي
المسؤولية القرآنية للمسلم التقي